1-تحديد المفاهيم :
1-1-إعادة الاعتبار:
²هي عملية جد حديثة في التطبيقات العمرانية تهدف الى إدماج جزء أو أجزاء معمرة
هامشية في النسيج العام للمدينة عن طريق مجموعة من التدخلات على الإطار الفيزيائي, بحيث
هذه القطاعات تعتبر مصدر اعدم استقرار المجتمع.²([url=#_ftn1][1][/url])
1-2-الفضاء العمومي ([url=#_ftn2][2][/url]):
هو العمود الفقري لأي منتوج عمراني من خلاله نضمن تجانس النسيج العمراني و نحقق
التلاحم الاجتماعي من خلال تحقيق وظائف التنزه و التنقل و الراحة و اللعب و يتشكل من
الطرقات و الحدائق بأنواعها و مساحات اللعب و الساحات .
2- المفهوم العام للفضاءات العمومي :
هو كل فضاء خارجي غير مبني داخل الجماعة الحضرية و يتشكل من الساحات و
المساحات الخضراء و الطرقات و الحدائق .
2--1تاريخ الفضاء العمومي:
-الفضاء العمومي في المدينة اليونانية ׃
في العصر القديم ثلاثة مواقع ميزة المدينة الرومانية ( قصر الحكم المسرح لاقورا )
هذا الأخير أول إشكال المجال العمراني المتعلق بالنشاطات الدينية التاريخية و الإدارية و من
ضمن أنواعها لاقورا ) L'AGORA DE MILLET OU SAMOS )
-الفضاء العمومي في المدينة الرومانية ׃
هو يتلخص في الساحة الرومانية (FORUM ROMAIN) التي تعتبر عنصرا أساسيا
ومنظم للمدينة و هو تقليد لاقورا حيث تتجه نحوها جميع المحاور الرئيسية للمدينة و محاطة
بمجموعة من البنايات العمومية حيث تتجاوز مساحتها أكثر من 8 هكتارات .
-الفضاء العمومي في مدينة العصور الوسطى׃
بقيت أهمية المجال العمومي في هذه المدن واضحة , من خلال تنظيمها المتعلق
لمختلف الاستعمالات الخاصة بالتجهيزات العمومية حيث خص كل تجهيز بمساحة عمومية .
ساحة السوق و ساحة الكنيسة , القصر الملكي حيث المدينة محاطة بأسواره و تقترب المدينة
في شكلها العام بالمدن القديمة.
-الفضاء العمومي داخل المدن الإسلامية :
التنظيم المتدرج داخل المدن الإسلامية يظهر من خلال تنظيم المجال العمومي حيث
الانتقال من الفضاء العام إلى المجال الخاص, العمومي ( الطرقات ) شبه عمومي ( الأزقة ),
شبه خاصة ( معبر مغلق ), هذه المجالات تدخل ضمن النسق التنظيمي عامة مركزي على
أساس الفصل بين الوظيفة التاريخية و الثقافية التي تكون غالبا في المركز و الوظيفة السكنية
تكون في المحيط و أحسن شكل على ذلك مدينة سمر قدن .
-الفضاء العمومي لمدن عصر النهضة:
اخذ الفضاء العمومي في هذه المدينة مكانة هامة في تنظيمها حيث كان هذا المجال يعتبر
أداة فنية في شكلها المعماري و الهدف من ذلك اعطاء قيمة للبنايات المحيطة به . قصور,
.معالم رمزية مثل ساحة مشال اونج حيث كانت الطرقات واسعة و منتظمة
-الفضاء العمومي في المدينة الصناعية :
في الجزء الثاني من القرن التاسع عشر و بداية الثورة الصناعية تكثفت الحركة الميكانيكية
مما تطلب تدخلات واسعة على النسيج العمراني على غرار تدخل هوسمان الجذري على النسيج
العمراني لمدينة باريس الذي كان نموذجا لأوروبا كاملة.
-الفضاء العمومي في المدينة المعاصرة :
ان المؤتمر العالمي للهندسة المعمارية (CIAM) لمدينة أثينا عرف وظائف المدينة
المعاصرة و لخصها في مايلي :( العمل , السكن , الترفيه , التنزه ) غير ان فشل اصحاب
التوجه العمراني المعاصر تولد عنه سنة 1960 الاهتمام بالمجالات العمومية في الحياة المدنية
التي كانت تهدف إلي تصحح الأخطاء السابقة لسنوات الخمسينات .
2-2 تطور مفهوم الفضاء العمومي:
المفهوم المبهم للمجال العمومي جعل الكثير من المفكرين في العلوم الإنسانية و الاجتماعية
يعطون اهتماما كبيرا له خاصة سنة 1960 حيث ظهر هذا المفهوم و اخذ معنيين :
-المعني الأول : أسسه جيرجن هابرمس 1978 في رسالة الدكتورة حيث اعتبر كل جماعة
داخل مبنى تناقش موضوعا محددا يعتبر ذلك مجالا عموميا غير ان تطور العمران بصفة عامة
و المجال العمومي بصفة خاصة جعل من هذا التعريف موضوعا لانتقادات كثيرا من المؤرخين
علي غرار ارلات فارج (1979)
-المعنى الثاني : و يتبناه الكثير من العمرانيين الذين يعتبرون المجال العمومي عبارة عن مجال
مادي و يعرف بالمجال الخارجي الغير المبني و يأخذ عدة أشكال هندسية و له وظيفة و حدود .
3-2المفهوم القانوني للفضاء العمومي:
على المستوى القانوني المجال العمومي يدخل ضمن الاملاك العمومية الغير مبنية
المخصصة للاستعمال العمومي .
في الجزائر الاملاك العمومية معرفة وفقا للقانون رقم 30-90 المؤرخ 1990
وفقا للمادة (12) من القانون المذكور اعلاه الاملاك العمومية تحتوي الحقوق و العقارات
المبنية و الغير المبنية ذات الاستعمالات المختلفة و التي هي في متناول الجمهور المستعمل
بواسطة الخدمة العمومية .
المادة (16) نفس القانون يحدد المجالات العمومية في( الطرقات , حظائر مهيأة , معالم ,
حدائق عمومية ........الخ)
ان هذه الفضاءات العمومية لا يمكنها بأي حال من الاحوال ان تتحول الى املاك خاصة.
4-2أنوع الفضاء العمومي:
- الشوارع: هي عبارة عن مسالك مخصصة للحركة وتسمى القنوات التي يتنقل فيها
الأشخاص والمركبات يوميا وتعتبر عنصر هام للأنها بمثابة شريان المدينة وتشمل نوعين من
الحركة حركة ميكانيكية و حركة المشاة.
- المواقف: هي جزئ من الشارع مهيأ ومخصص لوقوف السيارات.
- الساحات العمومية:هي مساحات مهيأة ومخصصة للراحة و الترفيه وتعد نقاط التقاء
الأشخاص وبها عدة انواع (مفتوحة,مغلقة.....الخ)
- المساحات الخضراء: تعد المساحات الخضراء من أهم العناصر العمرانية وذالك لدورها
الكبير في تلطيف الجو وتحسين المنظر الجمالي للمدن.
- الأسواق: هي عبارة عن مساحات شاسعة تقع وسط النسيج مخصصة لعرض السلع.
- الحدائق بأنواعها:(JARDINS ET SQUARES)
ا-الحدائق العامة :
يمتاز هدا النوع من الحدائق بمساحتها الكبيرة و يتم إنشائها خارج المدينة أي في المناطق
القريبة منها , ويعمل على تصميمها بالنظام الطبيعي و يمكن للزائر التجوال في أجزائها
المختلفة و التمتع بمناظرها الخلابة , بالإضافة الى اتساع المساحات الخضراء بها . و هي تؤدي وظيفتين هامتين و هما :
الوظيفة الأولى : تحقيق الراحة الجسمانية و المنظر الجمالي .
الوظيفة الثانية :
و يمكن وصفها بالفائدة العظمى و هي الابتعاد ةعن الضجيج .
ب- الحديقة الصخرية :
و هي تعكس الطبيعة ذات السطح الخشن غير المستوي , بتواجد عنصر الصخور بنفس
الشكل حيث نمو النباتات بشكل مجموعات .
ج- حدائق الحيوان:
هي من الحدائق العامة ذات التصميم الطبيعي و لها صفات الميزة و تحتوي على العديد
من الحيوانات و الزواحف و الطيور .
د- الحدائق النباتية:
تتميز بكبر المساحة لا نها تجمع بين مختلف أصناف النباتات التي تتباين من حيث النمو
و الاحتياجات و البيئة , تحتوي الحدائق النباتية على اكبر مجموعة من أنواع النباتات المحلية
و المستوردة , و هي مصنفة حسب العائلات .
[url=#_ftnref1][/url]([1]) الاستاد حسيني جمال :محاضرات المقياس عمران عملي -جامعة المسيلة 2010-
[url=#_ftnref2][/url] ([2]) Michel bassand , vivre et cireur l'espace public p.p.u.r