شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في مهرجان نظمته حركة حماس في مدينة غزة لاستقبال الاسرى الذين اطلقت اسرائيل سراحهم الثلاثاء، في اطار المرحلة الاولى من صفقة التبادل التي ابرمتها مقابل اطلاق حماس الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.
وقال اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في كلمة القاها خلال هذا المهرجان ان "غزة تعرضت للحصار والحرب والتدمير ولم تفرط بالاسرى، العدو شن حربه على غزة بحثا عن شاليط ولكنه ظل في يد المقاومة، وها نحن اليوم نصنع الانتصار".
واضاف "اطراف عديدة محلية وخارجية حاولت خطف شاليط، وان تعيده بلا مقابل والبعض وصف اسره بالمغامرة التي لا تستحق ثمنها ولكن ثبت خطؤهم اليوم".
وتابع "حماس ركزت على الاسرى دون تعصب حزبي او ديني من اجل عيون هؤلاء الاسرى
، فابناء فتح كانو كابناء حماس وباقي الفصائل"، كما اشار ايضا الى ان احد "الاسرى مسيحي من القدس محكوم ثلاثة مؤبدات".
كما القى يحيى السنوار القيادي في حماس وهو احد أبرز الاسرى المحررين كلمة في المهرجان قال فيها "ادعو كافة قادة فصائل المقاومة الفلسطينية واخص بالذكر كتائب القسام ان ياخذوا على عاتقهم تحرير باقي الاسرى في القريب العاجل".
وبعد ان شدد على "نصرة الاسرى" اعتبر صفقة التبادل "انجازا تاريخيا واستراتيجيا".
كما شكر "مصر الثورة والاباء" على دورهم في اتمام الصفقة.
وكان اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة وصل الى مركز المهرجان في ساحة الكتيبة بصحبة الاسرى يتقدمهم السنوار.
وانطلق موكب الاسرى المفرج عنهم من معبر رفح الحدودي مع مصر بعدما اقيم له حفل استقبال رسمي في المعبر. وجاب الموكب طريق صلاح الدين الرئيسي فيما وقف الاف المواطنين على جانبي الطريق يلوحون بالاعلام الفلسطينية ورايات الفصائل وخصوصا راية حماس.
وانتشر الالاف من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهم يحملون اسلحتهم الرشاشة وعدد كبير منهم ملثم، على طول الطريق الواصل من معبر رفح الى مكان المهرجان غرب مدينة غزة.
وقال عضو في اللجنة المنظمة للمهرجان في حماس ان "اكثر من 200 الف شخص يتجمعون في ساحة الكتيبة الخضراء للمشاركة في المهرجان المركزي لاستقبال الاسرى المحررين".
ومنذ الصباح الباكر توافد عشرات الاف الفلسطينيين الى ساحة الكتيبة حيث انتظروا لساعات طوال وصول موكب الاسرى المحررين.
وخلف المنصة الكبيرة للمهرجان رفعت حماس صور عدد من القادة المعتقلين، بينهم احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية ومروان البرغوثي القيادي في حركة فتح تقابلها صورة ضخمة للشيخ احمد ياسين مؤسس حماس الذي اغتالته اسرائيل، وقد كتب على صورته عبارة من كلماته "بدنا الاسرى يروحو غصبا عنهم (الاسرائيليون)".
وعلى المنصة وضع اكثر من 300 كرسي ليجلس عليها الاسرى المحررون.
وتم التوصل الى اتفاق بين اسرائيل وحماس لمبادلة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 اسيرا فلسطينيا من بينهم 27 امرأة، على ان يتم الافراج عن الاسرى الفلسطينيين على دفعتين الاولى، وقد حصلت الثلاثاء وتشمل 477 اسيرا سيتم ابعاد 40 منهم الى الخارج، و163 من سكان الضفة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
ويفترض الافراج عن الدفعة الثانية خلال شهرين.
وبعد الافراج عن الاسرى الواردة اسماؤهم في صفقة التبادل هذه سيبقى في السجون الاسرائيلية نحو ستة الاف معتقل فلسطيني، وفق مسؤولي حماس.
وقالت جمعية الاسرى والمحررين في غزة ان "عدد سنين الاحكام التي صدرت بحق هؤلاء المحررين في محاكم اسرائيلية بلغ اكثر من 92 الف عام".