الفرق بين الرؤية الصالحة والأحلام...
الذين يرون أحلاما ً تتحقق وتكون ذات أثر سيء على
النفس قد يعتقدون في أنفسهم أنهم على صلة طيبة بالله
وأنهم من أوليائه الصالحين ويعرفهم الآخرين بذلك...
إلا أن الحقيقة غير ذلك وهي أنهم مصابون بإيذءات
شيطانية ..
كـــيف ذلك؟
وهل يعلم الشيطان الغيب؟...
أولا ً : دعونا نفرق بين الرؤيا والحلم:
فالرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان...
والرؤيا تترك أثرا ً طيبا ً في النفس من اطمئنان وانشراح
ورضا وسعادة...وهي الرؤيا الصادقة..
أما الحلم فإنه يترك أثرا ً سيئا ً في النفس وضيقا ً واكتئابا
ولو كان يتحقق...
ولــــكن كــيــف يــكــون هــــذا؟...
الغيب غيبان...
1- غيب نسبي:
وهو أن بعض الخلق يعلمون أمرأ لا يعلمه البعض الآخر ...
لأسباب وظروف وإمكانيات ليست لدى الأخرين...
ويكون هذا الأمر قد وقع في قضاء الله وقدره...
أما الغيب المطلق فلا يعلمه إلا الله عز وجل...
فإذا أمعنا في الأحلام الشيطانية التي تتحقق نجد أنها لا
تخرج عن
أحداث قابضة مخيفة محزنة مقلقة...
وحين يعلم الشخص أن أحلامه تتحقق فإنه
حين يرى حدثا ً معينا ُ يكون متوقعا ً حدوثه ومتأكدا ً من ذلك...
ولما كان انتظار البلاء أشد من وقوعه- كما يقولون- فإن هذا
الانسان يكون واقعا ً تحت ضغط عوامل محطمة لمعنوياته
ونفسيته...
وهذا هدف الشيطان الملعون...
ولزيادة توضيح مسألة الغيب النسبي والغيب المطلق..
نضرب مثلاً لذلك:
رئيس مجلس إدارة شركة أصدر قراراً بفصل أحد الموظفين
على أن ينفذ بعد 5 أشهر مثلا ً هذا القرار...
وحفظ هذا القرا في مكتب مدير رئيس مجلس الإدارة...
واطلع عليه أحد السعاة خلسة على هذا القرار ..
وراح الساعي يخبر هذا الموظف بما سوف يحدث له بعد5
أشهردون أن يعرف لأحد أو يتوقع
كيف يسرق هذا الساعي هذا الخبر..
وفعلا ً بعد هذه المدة تحقق الخبر ونفذ القرار بفصل هذا
الموظف..
ولا أحد يعلم حالة هذا الموظف من معنوياته متعبة وقلق
نفسي...
ولـــكــــن :
هل هذا يعني أن الساعي يعلم الغيب؟
الواقع:أن الساعي علم أمرا ًلم يعلمه الموظف ..
ولكن هذا الأمر كان قد وقع وحدث ...
وليس من الغيب المطلق..
كذلك تفعل بعض الشياطين هذا الأمر..
تسرق حدثا ً أو خبرقد يكون قد وقع في قضاء الله وقدره...
ولم يعد من الغيب المطلق...
ولكن من الغيب النسبي الذي يعلمه بعض الخلق..
دون الآخر لظروف وإمكانيات معينة لا تتوافر للبعض الأخر...
ويقوم هذا الشيطان أو هذا الجن بإحداث الأحلام التي تكون
ذات أثر سيء على الشخص المعني...
وإن كان لم يعد هناك استراق سمع كرامة لسيدنا محمد-
صلى الله عليه وسلم-منذ بعثته ومن يفعل ذلك يجد
له شهابا ً رصدا ً إلا أن ذلك لعله يحدث أو قد يحدث في مرحلة
متأخرة حين نزول القضاء ووقت أحوال هبوط القدر...
فيجب أن ينتبه هذا الشخص ولكل شخص إلى هذا وليحصن
نفسه بآيات الله عز وجل ..
وهدى النبيي- -صلى الله عليه وسلم-
من أوراد يومية تحصن الفرد من أذى هذا الجن...
مع الالتزام بالطاعات واجتناب المعاصي...