على الجميع كشف خططهم لمرحلة ما بعد القذافي

يعتبر تقدم الثوار الليبيين إلى مدينة تسيطر على طريق الإمدادات براً إلى طرابلس أول علامة واضحة على أن نهاية نظام معمر القذافي ربما تكون وشيكة. وهي تبشر كذلك بمرحلة أخرى يمكن أن تكون خطرة بالنسبة للبلاد.

ومحاولة قوى المعارضة تطويق العاصمة بعد نحو ستة أشهر بالضبط من بدء انتفاضتهم تعد تذكيرا بمجموعة جديدة من التهديدات التي تلوح في الأفق، بدءاً من الاقتتال بين الفصائل إلى الأعمال الانتقامية ضد الموالين للنظام.

وإذا كان لا يزال من غير الحكمة التنبؤ بنتيجة هذا الصراع الذي لا يمكن التنبؤ به بين جيشين زئبقيين، فالآن هو الوقت المناسب الذي يجب فيه على جميع الأطراف أن تشرح بالتفصيل كيفية الحفاظ على السلام في مرحلة ما بعد القذافي وكيف سيتم حكم ليبيا في حال خلعه عن الحكم.
ويقول شاشانك جوشي، وهو زميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في المملكة المتحدة: ''أشعر بالقلق بشأن ليبيا ما بعد الحرب - خاصة لأن المعارضة دفاعية للغاية بشأن فكرة الانقسامات القبلية، أو الفئوية، أو الدينية العلمانية، ولأن احتمال استخدام قوات برية دولية أمر مستبعد إلى حد كبير''.

وتوغل الثوار في الأيام القليلة الماضية في بلدة الزاوية، التي احتفظوا بها في الأسابيع القليلة الأولى من الصراع، وأيضا بلدة غريان، كما يقولون، التي تبعد نحو 80 كيلو متراً جنوب طرابلس. وتقع الزاوية على الطريق الساحلي إلى تونس في الغرب، في حين تعتبر غريان البوابة لدول إفريقيا جنوب الصحراء.

ومن غير الواضح أبدا إن كان الصراع في ليبيا يقترب من نهايته، لكن جميع العلامات على قدرة نظام القذافي على المقاومة والاحتفاظ بالولاء تضاءلت بسبب غارات الناتو الجوية والانشقاقات والعقوبات الاقتصادية. وأظهرت قوى المعارضة من قبل أنه يمكنها التخلي عن الأراضي بالسرعة نفسها التي تسيطر بها. وحتى لو استولى الثوار على بلدتي الزاوية وغريان واحتفظوا بهما، يمكن للعقيد القذافي ترسيخ نفسه حتى الفاتح من أيلول (سبتمبر)، أي الذكرى 42 لحكمه، وبعد ذلك، على أمل البقاء وهزيمة خصومه غير المسلحين جيداً، في وقت يتضاءل فيه رأس المال السياسي العالمي للناتو.

وإذا تمكن الثوار وحلفاؤهم من تشديد الضغط على الزعيم الليبي، سيواجهون مزيدا من المشاكل والمسؤوليات. ولعل أكثرها إلحاحاً هو ضمان ألا يتحول النزاع إلى حمام دم في طرابلس التي تضم عددا من الميليشيات المسلحة من قبل النظام، والتي تقاتل في الشوارع في المناطق السكنية في العاصمة، التي لا يجرؤ حلف الناتو على قصفها. وإذا سقط العقيد القذافي، فهناك خطر العمليات الانتقامية، مثل تلك التي أشار إليها العاملون في مجال حقوق الإنسان والصحافيون الشهر الماضي مع تقدم الثوار من قاعدتهم في الجبال الواقعة في الغرب إلى المنطقة التي يسيطر عليها النظام.

وتقدم الثوار نحو طرابلس سيؤدي كذلك إلى مجموعة كبيرة من الحسابات والتعقيدات السياسية. أحدها هو أنه يبدو الآن أن احتمال اندفاع الثوار في الغرب بحزم نحو العاصمة أكبر من نظرائهم في الشرق، موطن الهياكل الحاكمة الرئيسية للمعارضة، بما في ذلك المجلس الوطني الانتقالي. وإحدى التعقيدات السياسية الأخرى هي أن الثوار في الغرب والشرق متنوعين في السياسة والعرق والدين، وقد برزت توتراتهم الداخلية المحتملة في العملية الغامضة التي حدثت الشهر الماضي، المتمثلة في اغتيال القائد العسكري في الشرق – والمنشق عن نظام القذافي – اللواء عبد الفتاح يونس.

ويقول الثوار والمسؤولون الغربيون إنه سيكون من غير المنصف الزعم بأنه لا توجد لديهم خطط لإدارة ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي بطريقة مأمونة وتتسم بالكفاءة. وهم يقولون إنهم مدركون لمخاطر الفراغ الأمني ويضعون ترتيبات للحالات الطارئة لا يمكنهم مناقشتها بصورة علنية في الوقت الحاضر. ويدعي مسؤولو الثوار منذ أشهر أنهم على اتصال بأشخاص تكنوقراط وعمليين من النظام، ويحضونهم على التخلي عن القذافي لمصلحة الثوار في اللحظة المناسبة وإبقاء آلية الحكومة في حالة صالحة.

ربما لن تتاح أبداً فرصة اختبار هذه الخطط إذا عثر القذافي على سبيل لتحويل المد العسكري مرة أخرى. ومن الممكن كذلك أن يترك السلطة على نحو أكثر سلمية من المتوقع، أو أن الموالين المخلصين له ربما يختفون من حوله إذا شعروا بقرب نهاية اللعبة. لكن تظل إمكانية حدوث خاتمة عاصفة تغير كل شيء. وعلى الثوار والجهات الدولية المؤيدة لهم أن يبينوا لشعب ليبيا الذي طالت معاناته، أن الانتصار لن يكون من شأنه إلقاء البلاد في هوة نوع جديد من الكوابيس.

بارك الله فيك على المرور الجميل

على الجميع كشف خططهم لمرحلة ما بعد القذافي 1820610194

على الجميع كشف خططهم لمرحلة ما بعد القذافي 12792349443

» القذافي يقصف مناطق نفطية والعرب يدرسون خطة سلام
» القذافي يواجه تحديا لحكمه
» مارغيلوف: القذافي سيقصف طرابلس إذا سقطت
» مقتل العقيد معمر القذافي على يد شاب عمره 18 سنة ....
» الاتحاد الافريقي يطلب استبعاد القذافي عن المفاوضات