حب مترقرق وراء القضبان
في تجاويف الأشياء
مضطر أنا سيدي لنبذ هذا الحب
كي لا يحسدني المنفي على تعبي
وفقر دمي
مضر أنا أن أنسى الماضي المليء بحزني
وحزن أطفالي
وفتات أحلامي
وأبدأ نهاية جديدة
تاركا ورائي
وجع حيفا
مفتاح بيتي
وخابية القمح
والزيت
حيفا
التي كانت تدللني
وتحملني وراء الشمس
كي أصبح يوما
رجلا
في زمن فيه الرجال
كثيرا
كثيرا
قليل
عذرا حيفا
فقد كفرت
حين تركتك أمي
وحدك
وبدناءة رحلوني ورحلت
أي أرض ستضمني بعدك أمي
وبأي أرض فرطت
كلما كبرت أمي
ازداد (الرجال) ضعفا
على ذل
على صمت
مضطر أنا الآن أمي
أن أكوي جرحي
بلعنة شمسك التي رغم نحيبها ذات خوف
استسلمت
محرم علي منذ السلم يا مهجتي
إباء البندقية
محرم علي الآن المشي
في أحياء الخوف
دون أن استغفر السلطان
من أفكاري
وسحنتي السمراء
وحبي لفكرة الموت
(الموت عار يا بني
الموت جريمة يا بني
وكيف سأسمح لأبناء شعبي
أن يلبوا نداء ذاك الصوت
الموت فناء يا بني
ومن لبلادنا العزيزة إن رحلتم
في مثل هذا الوقت
بلادنا يا أعزائي مهددة بانخفاض معدل
الأزلام
وأشباه الرجال
ومن دول السلام
ازدياد الضغط
أخاف عليكم يا أحبائي
إن التفتم لتاريخكم
أن تسري الدماء في عروقكم
وتورثكم الصدمة
وعلى الدول الصديقة
والشقيقة
تصبوا الحقد
ناموا بسلام يا أحبائي
فمن منكم يخاف على وجوده كما أنا عليكم
(ومنكم)
في ليلي
ونهاري
وطول انتظاري
خفت
إن لم يريدوا الانسحاب من بلادكم
من بلادكم أنا انسحبت
لأنني يا أحبتي
أخاف خسائر الأرواح
وما فائدة الأوطان إن أنا الإنسان من أجل عيونها
اندثرت
فكونوا عقلانيين يا أحبتي (الصغار) الذين تلاحقكم (عيوني)
في كل خطوة مترددة من خطاكم
لأحافظ على أمنكم المسلوب من بين أفكار الإرهاب والجهاد
الذي عنه قد نهيت
فأطعت
فنبذت
كونوا يا صغار طيبين
ولا ترهقوا قلبي المتعب
من مفاوضات أخبث أهل الأرض)
هل سمعت يا أمي ما علمني إياه السلطان
هل سمعت الخوف الذي أبعدني عن رضاك
خمسة عقود
وبضع سنين
قحط؟
لم يعرف السلطان حيفا أنني منذ ضعت
كل يوم أعيش الموت.
إيمان ريان