بعد
الكارثة التي تعرض لها المنتخب الإيطالي لكرة القدم في بطولة كأس العالم
2010 بجنوب أفريقيا ، يخوض الفريق فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية
القادمة (يورو 2012) بمدير فني جديد ولاعبون جدد ورؤية وقيادة مختلفة.
وشهدت
الفترة الماضية إعادة بناء المنتخب الإيطالي وبث روح الشباب والدماء
الجديدة في صفوفه ليخوض فعاليات البطولة القادمة في بولندا وأوكرانيا دون
الضغوط التي اعتاد الوقوع تحتها في مثل هذه البطولات.
ورغم ذلك ،
يظل المنتخب الإيطالي (الآزوري) ضمن المرشحين للمنافسة على لقب يورو 2012
التي تقام فعالياتها من الثامن من يونيو إلى أول يوليو المقبلين.
وشهد
مونديال 2010 بجنوب أفريقيا سقوطا مدويا للآزوري في رحلة الدفاع عن اللقب
العالمي الذي أحرزه عام 2006 حيث خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول
للبطولة دون أن يحقق الفوز في أي من المباريات الثلاث التي خاضها في
مجموعته.
واستقال المدرب مارشيلو ليبي من منصب المدير الفني للفريق
قبل أن يرحل من جوهانسبرج عائدا إلى بلاده كما أعلن فابيو كانافارو قائد
الفريق اعتزاله اللعب الدولي رغم أنه كان أحد أبرز نجوم خط الدفاع الذي
ساهم بقدر رائع في فوز الآزوري باللقب العالمي عام 2006 بعد الفوز على
المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية بالعاصمة الألمانية برلين.
وفي
مونديال 2010 ، عانى الفريق من اعتزال بعض نجوم الجيل الذي أحرز لقب
مونديال 2006 ولم يستطع اللاعبون الشبان الجديد من تعويض غيابهم ليخرج
الفريق مبكرا ويشعر المشجعون بصدمة قوية.
ولكن الآزوري المجدد نجح
على مدار العامين التاليين في تحقيق معجزة كروية صغيرة حيث أصبح ثاني
المتأهلين عبر التصفيات إلى نهائيات يورو 2012 دون أن يتعرض الفريق لأي
هزيمة.
وعلى مدار مسيرته في التصفيات ، حقق الآزوري الفوز في ثماني مباريات وتعادل في اثنتين واستقبلت شباكه هدفين فقط.
وقال
جانلويجي بوفون حارس مرمى المنتخب الإيطالي هذا (التأهل المبكر) ليس
معتادا بالنسبة لنا بالفعل، اعتدنا دائما التأهل في اللحظة الأخيرة.
وأوضح
جورجيو كيليني ، زميل بوفون في فريق يوفنتوس والقائد الجديد لخط دفاع
الآزوري ، لم نكن نرى على الإطلاق أننا سنحسم تأهلنا بهذه السرعة.
ويمثل
بوفون واحدا من عدد قليل من نجوم الفريق الفائز بمونديال 2006 الذين ما
زالوا ضمن صفوف الآزوري. ويتوقع أن يمنح بوفون الشعور بالأمان إلى الفريق
وخاصة خط الدفاع.
كما يمثل دانييلي دي روسي لاعب خط وسط روما الإيطالي أحد الأعمدة الرئيسية في صفوف الآزوري علما بأنه كان أحد نجوم جيل 2006 .
ولم
يتحدد بعد مصير المهاجمين الخطيرين جوزيبي روسي وأنطونيو كاسانو من
المشاركة مع الآزوري في يورو 2012 في البطولة وإن كانت المؤشرات جيدة
بالنسبة لكل منهما.
ويتوقع أن يستعيد روسي لياقته وجاهزيته في الوقت
المناسب قبل البطولة بعدما تعرض لإصابة خطيرة في الركبة في تشرين
أول/أكتوبر الماضي بينما أكد المدرب تشيزاري برانديللي المدير الفني
للمنتخب الإيطالي أنه يرغب في الانتظار قبل تحديد موقفه من روسي وكاسانو
الذي عاد للملاعب مؤخرا بعدما أجرى جراحة خطيرة في القلب قبل عدة شهور.
وقال برانديللي أثق في أن كاسانو سيكافح حتى الدقيقة الأخيرة. نأمل في أن يلحق بالبطولة.
وعاد
كاسانو /29 عاما/ إلى صفوف ميلان مؤخرا حيث شارك مع الفريق في مباراته
التي تزامنت مع عيد الفصح في نيسان/أبريل ونال اللاعب استقبالا حافلا
وحفاوة بالغة من أنصار الفريق ولكنه يحتاج حاليا إلى إثبات جدارته
بالانضمام لقائمة الفريق في يورو 2012 .
وإذا فشل كاسانو في إنجاز
ذلك بشكل سريع ، سيكون البديل الجاهز أمام برانديللي هو أنطونيو دي ناتالي
نجم هجوم أودينيزي بعدما تصدر قائمة هدافي الدوري الإيطالي في الموسمين
الأخيرين.
كما يدور الجدل حول إمكانية عودة المهاجم المخضرم
فرانشيسكو توتي /35 عاما/ إلى صفوف الفريق للمرة الأولى منذ اعتزاله اللعب
الدولي في أعقاب مونديال 2006 للتركيز مع فريقه روما.
وقال برانديللي من المحتمل تماما أن يستدعى (توتي) لصفوف الفريق.
وأبدى توتي نفسه رغبة في العودة لصفوف الآزوري قائلا لا يجب على الشخص أن يقول لا.
ولم
يكن ممكنا أن يستعد المنتخب الإيطالي بشكل أفضل قبل يورو 2012 حيث أقنع
برانديللي أندية الدوري الإيطالي بالسماح لنجومها الدوليين بالانضمام
لمعسكر تدريبي استثنائي في كوفرشيانو بالقرب من فلورنسا استعدادا ليورو
2012 .
وينتظر ألا يعاني نجوم الآزوري من الإجهاد بعدما فشلت
الأندية الإيطالية في عبور دور الثمانية بكل من بطولتي دوري أبطال أوروبا
والدوري الأوروبي هذا الموسم.